صبر زينب الجزء الاول...قصة الفاة المظلومة تابعوها

_أريد أن أقفز عن السرير لكنني لم أستطع كما لو أنني مكبلة أو يوجد شيء ثقيل فوقي (وخوفي الأساسي كان كله على أولادي في أسرتهم)، حاولت النظر إليهم لكن الظلام حال دون ذلك.

_اريد الصراخ بشدة لكن فمي كان مغلقا رغما عني ولم أستطع، الغطاء كله رفع من فوقي ورمي على الأرض وحرارتي ارتفعت بظرف ثواني، شعرت بيدين تمسكاني من قدي بقوة شديدة.

_مرحبا أنا زينب عمري ثمانية وعشرون عاما، وخلال أحداث القصة سأعرفكم عن نفسي أكثر.

_في البداية سأخبركم قصة حدثت معي وأنا صغيرة وتركت في داخلي أثر نفسي وجسدي الى هذه اللحظة.

_كنت بعمر السابعة أو الثامنة، وكنا نسهر عند منزل جدي في العيد نحن وجميع أعمامي( كان منزلهم عربي وكبير)، أنا وبنات عمي كنا نستمر في الذهاب والإياب من والى المطبخ، كوننا أطفال كنا نذهب عند أمهاتنا ونعود للعب، دخلنا أنا وابنة عمي إلى المطبخ وكنا نضحك وإذ بي أرى قطتين أحدهما شقراء والأخرى سوداء عيونها كانت تلمع بطريقة ملفتة للنظر، خرجتا من تحت المجلى، جاءت القطة السوداء لجانبي وأمسكت بقدمي، شعرت بخوف شديد وصرخت وبدأت أبكي إلى أن تركتني وذهبت، في اليوم التالي انتبه أهلي أن هناك خطب ما في وجهي( التوى وجهي من طرفه ولكن ليس كثيرا)، ذهبوا بي عند الطبيب، قال: لا بد أنها خافت  من شيء ما ومع الزمن ستشفى لا داعي للخوف.

_ذهبوا بي أيضا إلى أحد الشيوخ قال: لقد خافت من شيء ما وهذا الخوف مصدره من جن، وقام بعمل رقية شرعية لي وبالفعل مع الزمن بدأت هذه العلامة تزول من وجهي، لكن إذا أطال الناس النظر في وجهي ودققوا بشكل جيد فسيشعرون أن هناك خطب ما أصاب وجهي.

_بسبب هذه الحادثة بدأت أؤمن بالجن، وكنت أخاف منه كثيرا منذ ذلك الوقت.

_تبدأ قصتي منذ أن أصبح عمري سبعة عشر عاما وكنت قد تركت المدرسة، لأن أبي أراد أن يزوجني مع أنني كنت أحب الدراسة كثيرا وكنت من المتفوقين على صفي، وكنت وحيدة ولدي أخين أصغر مني.

_ذهبنا لحضور زفاف ابنة خالتي، كنت جميلة جدا وكل من يراني يعجب بجمالي، في الزفاف اسدلت شعري وكنت مهتمة كثيرا بملابسي وتبرجي في ذلك اليوم، مما لفت أنظار جميع النساء في الزفاف لي وبدأوا يسألون أمي عن عمري وعني، إلى أن نهضت زوجة خالي في الحفل وقالت بصوت عالي: زينب كنت قد حجزتها منذ صغرها ل أبني الكبير، وقد سمعها أغلب الحاضرين.

_أنا وامي تسمرنا في مكاننا ولم نعرف ما الذي يتوجب علينا قوله لها، صحيح أننا عندما كنا صغارا كانوا يقولون هذا الكلام، لكننا لم نفتح هذا الحديث منذ فترة طويلة جدا وقد أكل عليها الدهر وشرب، وفي النهاية القرار كان لأبي.

_عدت للمنزل وذهبت للنوم وفي اليوم التالي استيقظت وفي قدمي كتلة شكلها مرعب ولا يبشر بخير، ذهب بي ابي إلى المشفى بسرعة ولا أتذكر ما الاسم الذي وصفها به الطبيب لكنه قال إنني أحتاج عملية كي أتخلص منها، وبقيت فترة لا بأس بها أعرج على قدمي بسببها، وقالوا لي أن هذه الكتلة ظهرت لي بسبب العين والحسد.

_بعد الزفاف بعدة أسابيع كنا جالسين أنا وأمي وجاءت زوجة خالي لزيارتنا، دخل والدي حيث كنا جالسين وقام بضرب الباب بقوة بقدمه ومن صوت الباب علمت أنه غاضب جدا وبدأت أرجف مع أنني لم اقم بأي فعل خاطئ لكن أبي شخص عصبي جدا، دخل وبدأ يصرخ في وجه زوجة خالي وقال: من أخبرك أننا وافقنا على ابنك وأن الفتاة أصبحت كنتك؟ كيف تقومين بالتخطيط لوحدك؟ وقام بطردها من المنزل بعد أن قام بصب جام غضبه عليها، خرجت مكسورة الخاطر من عندنا وهي تبكي، وما إن خرجت حتى بدأ بضربي وشتمي أنا وأمي، وأنذرنا ان لا نفتح هذا الموضوع مرة أخرى وأن ننساه نهائيا، كان أحدهم قد أخبره عما قالته زوجة خالي في الزفاف، وبسبب ما فعلته قرر ألا يزوجني ابنها وفي الواقع هو كان فقط بانتظار حجة كي يقوم بهذا.

_بعد شهر من هذه القصة جاءنا أناس ليطلبوا يدي للزواج، كانت أوضاع العريس المادية ممتازة جدا وعنده مطعم وجبات صغير، وافق أبي فورا بعد أن سأل عنه وعن عائلته وكما تعلمون لم يكن لي رأي أبدا في هذا الزواج، لكن لا أنكر أن الشاب كان جيد وملتزم ولا ينقصه شيء.

_تمت الخطبة وقمنا بتحضير أغراض الجهاز الذي سآخذه معيي وبعد عدة أشهر جاء موعد الزفاف، لكن لم يحضر أحد من أقارب أمي بسبب ما فعله أبي.

_بعد الزواج بمدة بدأت أحب زوجي بالمناسبة اسمه يوسف وتعلقت به كثيرا لأن معاملته معي كانت جيدة جدا، كنت أنهض كل يوم وأحضر له الفطور والقهوة قبل ذهابه إلى العمل في الصباح وأقفل عل نفسي الباب بعد ذهابه، وأعود لأكمل نومي لأنه ليس لدي شيء لأقوم به.

_في أحد الأيام بعد أن ذهب يوسف لعمله وعدت للفراش كي أكمل نومي شعرت كأن هناك أحد قام بفتح باب الغرفة، جلست كي أرى من هناك، كان يوسف وكان يفتح كل الخزائن وكأنه يبحث عن شيء ما، كنت أسأله وأنا نعسة عن ماذا تبحث؟ وكررت السؤال أكثر من مرتين لكنه لم يجبني بأي كلمة ولا يزال يكمل البحث.

_فجأة اختفى يوسف من أمامي بسرعة كبيرة وكأنه لم يكن، وبدأت اسمع صوت أنفاس أحد ورائي، نظرت خلفي فرأيته جالسا على جانب السرير وهو ينظر لي بتمعن مبتسما ووضع يده على كتفي، خفت منه كثيرا وابتعدت عنه، اختفى مرة أخرى ولم أستطع إيجاده في الغرفة ابدا، ولمسة يده على كتفي كنت لا أزال أشعر بها.

_حملت هاتفي وجريت نحو الباب، كان لا يزال مقفول كما قفلته أنا قبل توجهي للنوم، دخلت للصالة واتصلت بيوسف، رد بسرعة وقال: نعم زينب، أجبته بصوت مرتجف: هل كنت في المنزل منذ قليل؟ هل عدت بعد أن توجهت لعملك؟

يوسف: لا أبدا، ما بك؟ ما به صوتك؟

_انفجرت من البكاء وطلبت منه العودة للمنزل، ولم أكن اعرف ما الذي يخبرني به بسبب بكائي الشديد.