_شعرت أن نظرته كنظرة شيطان، عندما أمعن النظر بي وضغط على اسنانه شعرت كل الشر الموجود في هذه الدنيا مجموع في هذا الرجل، قدماي لم تعد تحملاني وبدأت أرجف بشك لا ارادي، ولم أشعر بنفسي الا خارج المنزل اركض بأقصى سرعة وبجهة غير محددة، طبعا كوني شخص مدخن لم يمر دقيقتين على الركض حتى بدأت ألهث واسحب نفسي بصعوبة الى اين لا اعلم وقد كان الظلام شديدا، ولا يوجد سوى صوت الكلاب، أخرجت هاتفي من جيبي واتصلت بأمي، استغرقت وقتا حتى اجابت: اهلا يا قلبي بحر
عنما سمعت صوتها بدأت فورا بالبكاء، حاولت التكلم معها لكن لم أستطع النطق بكلمة واحدة كما لو أن لساني قد انعقد، كحالة الرابوص في المنام.
بدأت أمي بالصراخ والبكاء وقالت ما بك، لك يكن باستطاعتي الإجابة الموضوع كان خارجا عن ارادتي فقط اردت البكاء.
بينما كنت لا أزال على الخط مع امي سمعت صوت من خلفي، استدرت فرأيت ضوين قادمين باتجاهي وليسا بعيدين كثيرا، من الخوف رميت الهاتف على الارض وأكمل الجري، لا يمضي دقيقة على ركضي الا واشعر بضربة قوية على رأسي، الصراحة لا أعلم ولا أستطيع التذكر ما كانت هذه الضربة، هل كانت ضربة ناتجة عن سقوطي على الأرض أو أن أحدهم قام بضربي لا اعلم، الذي اذكره أنني شعرت بضربة قوية وفقدت الوعي.
_فتحت عيناي ورأيت شبانا وفتيات وأطفال قريبين من عمري منهم نائمين أو ربما غائبين عن الوعي لا اعلم، وبعضهم مستيقظين وحالتهم يرثى لها، تقريبا بين العشرين والثلاثين شابا وشابة، كنا مجموعين في مكان يشبه مستودع الحديد.
_نظرت لجسدي ولم يكن به شيء ابدا، باستثناء يدي كان فيها آثار ل أربع أو خمس ابر في الوريد، وكنا كلنا مقيدين وافواهنا مغلقة، كنت اشعر بالعطش ومعدتي تؤلمني من الجوع، شيء لا يوصف.
_بقيت فترة نصف ساعة كي استوعب أنني لست في حلم، وتذكرت جورج وأبو يوسف والذي حصل، والسؤال الذي شغل بالي لماذا لم يقتلوني وجلبوني الى هنا؟ اين انا؟ من هؤلاء الأشخاص حولي؟
_بعد ساعتين من الحيرة والخوف جاء ثلاث رجال، من أول نظرة يبدوا عليهم أنهم مجرمون ومن اهل السجون، وقفوا فوقنا، نظر لي أحدهم وقال ل الذي معه: استيقظ مسحورا وقام اثنان من أصل الثلاثة بالضحك.
سألهم الثالث: ما قصته؟ أخبروني كي اضحك معكم؟
رد عليه أحدهما: شيخ السحر جلبه لنا وشعرت أنه فقط يريد التخلص منه، لهذا قمت باستغلاله وجلبته بأرخص ثمن لهذا الرأس، وبدأ الثلاثة يضحكون بشكل هستيري وذهبوا.
_الذي توضح لي بعد أن سمعت طريقة كلامهم وكلامهم أن الشيخ أبو يوسف وجورج أمسكا بي، بدل أن يقوموا بقتلي باعوني لعصابة مختصة بتجارة الأعضاء.
_يقطع تفكيري صوت واحد منهم يقول: ناموا جميعا غدا سنذهب في الصباح وستكون سفرة متعبة.
هنا غضبت بشدة وفقط كنت اريد الصراخ والشتم لكنني لم أستطع لان فمي كان مغلقا، حاولت البكاء لكن الجوع والعطش والجفاف كان قد استنفذ كل طاقتي وجفت دموعي، كنت حرفيا احترق من الداخل.
_يا ترى كم لي من الوقت غائب عن أمي وأبي واخوتي؟ كيف حالهم الان؟ أنا ابنهم الصغير وطبيبهم المستقبلي كما ينادونني وقد وضعوا كل أملهم وسعادتهم بي.
_لم أكن اصدق الذي يحصل وكنت اظن نفسي في حلم، كنت ضائع وأغرق في التفكير، غلبني النعاس ونمت.
_استيقظت لا أعلم بأي وقت لكنني لا أرى الناس الذين كانوا حولي ولم أكن مقيدا لكنني لم أستطع النهوض، سمعت صوت تحطيم زجاج وصراخ مرعب، هذه الأصوات كانت مشابهة للصوت الذي سمعته في منزلنا عندما وجدت السحر، كان حولي الظلام دامسا.
رأسي وجسدي بدأوا يثقلان بالتدريج من الأسفل للأعلى وبدأ مثل سرب دبابير ينخر في رأسي، قمت بالصراخ لكن الصوت الذي أصدرته لا يشبه صوتي، صوت فحيح خشن
بقيت هكذا لمدة عشر دقائق اهبر وجهي وافر رأسي بأظافري كي أخرج الشيء الذي ينخر فيه إلى أن شعرت بضربة قوية على معدتي ايقظتني.
أكان حد افراد العصابة وكان يقول يا***** إذا سمعت صوتك مرة أخرى سأدفنك في مكانك وذهب.
نظرت حولي وجدت الجميع مستيقظين وخائفين مني، يمسكون بعضم وقد زحفوا بعيدا عني وتركوني في زاوية المكان.
شعرت بشيء يسيل من رأسي ووجهي، كان دما، لكن من اين جاءت الدماء؟
هذا يعني أنني لم أكن في منام والذين حولي سمعوا صوتي ورأوني وأنا احفر رأسي ووجهي لهذا السبب هم خائفين مني، فورا خطر لي أن هذا تأثير السحر الأسود أن أبو يوسف لا يزال يعذبني به على الرغم من كل شيء فعله بي.
_بينما كنت أفكر لا أعلم إن كنت قد غفوت أو غبت عن الوعي، لم أشعر إلا بدلو من الماء سكب فوقي واستيقظت كانت الشمس قد سطعت.
قال أحدهم: الآن سنقوم بإطعامكم وبعد ذلك سنذهب لهذا سنفتح افواهكم، لكن الذي يريد الموت فلينطق بكلمة.
_جاء تقريبا سبع اشخاص قام بإطعامنا واحدا تلو الآخر وأغلقوا افواهنا مرة أخرى وفكوا أقدامنا واقتادونا للخارج بعد أن نبهو علينا وحذرونا أن الذي سيحاول القيام بأي حركة ستكون هذه نهايته.
بينما كنا نخرج تأكدت بأننا كنا في مستودع حديد ورأيت سيارة تشبه سيارات توزيع الشيبس تنتظرنا في الخارج لكنها أكبر وبابها الخلفي مفتوح.
قبل ان نصعد في السيارة أخذت نظرة عن المكان الذي كنا فيه، كنا في ارض قاحلة في منتصفها طريق ترابي ينتهي بالمستودع وبنهايته طريق مزفت وليس بعيد جدا، بينما كنا نخرج فتاة من عمري حاولت الهرب وما إن قامت بالجري قليلا حتى أطلقوا عليها النار في ظهرها بعدة طلقات وذهب أحدهم وقام بسحبها من شعرها وقال: هذا مصير الذي سيقوم بأي حركة وسأدعها ترافقكم في رحلتكم وهي ميتة كي تعتبروا منها.
_صعدنا كلنا فوق بعض في هذه السيارة، وفتحوا لنا شباك صغير من السقف من اجل التهوية ووضعوا الفتاة الميتة معنا، منظر الأطفال والشباب البنات وتعابير وجوههم لا توصف كنت فعلا لا أستطيع وصفها ولا يوجد كلمات لوصفها.
هل يعقل أنهم بشر مثلنا؟ لا انهم وحوش حتلا أشكالهم توحي بذلك، هكذا كنت أخبر نفسي عن افراد العصابة.
مرت مدة ولا تزال السيارة تمشي بنا، الى اين نذهب يا ربي؟
كنت أتمنى الموت من كل قلبي فقط كي اتخلص من هؤلاء الوحوش ومن الشيء الذي حدث معي عندما نمت الليلة الماضية.
ربما كل الذين كانوا معي في السيارة يتمنون كما أتمنى.
كنا تقريبا خمس وعشرون شاب وفتاة وطفل فوق بعضنا، كانت حالتي أفضل من حالتهم وهذا الشيء الذي اعطاني الصبر، كان هناك فتيات تبدو عليهم آثار الضرب واضحة واصابتهم بالتشوه وشعرت كأنهم تعرضوا للاغتصاب، بدأ الأطفال بالتقيؤ وفاحت روائح كرهة جدا لا تطاق.
نظرت للفتاة التي قتلوها، حسدتها وقلت في نفسي محظوظة لقد ارتاحت، وقررت عندما تتوقف السيارة سأحاول الهرب إما انجح او يقتلونني وارتاح.
شردت قليلا وتذكرت جملة أبو يوسف، قلت ل خالته أن تخفيه جيدا
وبدأت أسأل نفسي: لماذا خالتي تقوم بهذا، كانت تحبني كأنها أمي لأنها لم يكن عنها أولاد وكنت اعتبرها بمثابة ام لي لأنها كانت تحبني وتدللني جدا.
بينما كنت شاردا توقفت السيارة
يا ترى استراحة أو أن السيارة تعطلت؟ أو اننا وصلنا للمكان الذي سيقطعوننا فيه ويأخذون اعضائنا؟، تذكرت في تلك اللحظة الممثلة أمانة والي في مسلسل عناية مشددة عندما كانت تقطع الشخص بالساطور وتجهزه للطبيب الذي سيأخذ أعضائه.
تعليقات
إرسال تعليق