قال غيث: لعنتي هي المصيبة التي وقعت على رأسي، لا عمل لدي ولا حتى أستطيع تحمل مصارف الزواج، وليس لدي هدف في هذه الحياة، لكن سبحان الله سأخبرك بشيء، ربنا لا يظلم أحد ابدا، اخترتك انت وقد احسنت الاختيار لأنك بلا شرف أصلا، كيف انت حامل وأخي غائب منذ سنين يعمل خارج البلاد، هنا بدأت اشعر بألم فطيع في بطني تجاهلته بسبب الغضب الذي اعتراني من كلام غيث وقلت بصوت عالي أكمل يا غيث دعني اسمع ما عندك من منا بلا شرف انا أو أنت أيها السافل عندما تبيع ابنة عمتك وزوجة أخيك لساحر.
ضحك غيث وقال: هل تظنينني أحمق ام ماذا؟، مروان لم يأتي منذ سنة ونصف فمن اين جاء الذي في بطنك؟ امسكت بطني في تلك اللحظة، وبدأت اصرخ، الم فظيع وكأن احشائي تتآكل، بدأت انظر الى بطني التي تنتفخ وكأنها بالون، نظرت الى غيث وكان يبتسم.
قلت له: غيث انني اموت، قام بتشغيل السيارة وهو يقول الموت رحمة لأمثالك وأنا سأرحمك وبدأ يسرع بالسيارة وأنا اعاني من الم شديد وكانت بطني قد كبرت وكأنني في الشهر التاسع من الحمل، كانت الساعة الثالثة فجرا وأنا احتضر من شدة الألم، أوقف غيث السيارة عند جبل في مكان بعيد عن الناس.
نزل من السيارة وجاء الى الجهة حيث اجلس وفتح الباب وامسكني من شعري وأنزلني بقوة على الأرض وقال تريدين ان أخبر الناس ما حصل، وان يأتي اهلك ويرو بطنك أم تريدين أن أقول انها هربت ولا أدري اين ذهبت، بدأت ابكي كطفلة صغيرة وأنا انظر اليه وفي قلبي كره كبير.
قام بفتح صندوق السيارة واخرج منها قطعة حديد كبيرة وجاء الي وقد كنت في حالة استسلام تام لأنني إن لم أمت من بسبب غيث سأموت من الام الشديد الذي اعاني منه.
رفع قطعة الحديد عاليا وهنا اغمضت عيناي وسمعت صوت قوي يضرب بالأرض، فتحت عيناي ورأيت ابشع منظر ممكن أن يراه الانسان في كل حياته، غيث بجانبي ورأسه مفتوح والدماء في كل مكان، وكان هناك رجل واقف يحمل قطعة الحديد بيده وكانت تقطر دما، نزل على ركبتيه وبدأ بفتح رأس غيث ويقوم بإخراج دماغه والتفت الي وانا كنت في حالة يرثى لها واتقيا بشدة من هول المنظر، كان قلب سيخرج من مكانه، اقترب مني هذا الرجل وفي يده دماغ غيث وقال:" افتحي فمك، بدأت انظر اليه بخوف شديد، امسكني بقوة وفتح فمي وبدأ يدخل القليل من دماغ غيث في فمي وأغلق فمي بقوة، تقيأت مرة أخرى، في هذه اللحظة اختفى الألم الذي كنت أعاني منه وقال: هذا ما أراده الجنين الذي تحملينه.
بدأت أساله بخوف وقد كنت ارتجف بقوة من انت؟، ابتسم وقال: انا والد الجنين الذي في بطنك.
تغيرت ملامح وجهي من ملامح انسان الى شخص يعجز أي شخص عن وصفه، الذي يحدثني ليس بشرا لا حتى حيوان إنه مزيج منهم جميعا.
تذكرت لعنة الساحر عندما قال لعنة تحملي فيها صغيرهم وتصاحبي فيها كبيرهم.
بدأت ازحف على الأرض كي اهرب منه وهو ثابت على الأرض وينظر لي، وقفت و بدأت اركض واقع ثم اركض واقع مرة أخرى لم استطع اكمال ذلك، التفتت لأبحث عن أي مخرج لكن لم أرى غير جبال وبدأت بطني تؤلمني مرة أخرى والجنين يتحرك بقوة، امسكته وبدأت ابكي واقرأ عليه آيات من القرآن الكريم بصوت داخلي، فجأة توقفت الحركة داخل بطني، بدأت اتلفت نحو اليمين والشمال المكان ظلام بظلام وصوت انفاس غريبة تحيط بي، عدت للسيارة كي ابحث عن هاتفي، مشيت حتى رأيت ضوء السيارة وذهبت للمقعد الخلفي وبدأت ابحث عن الهاتف في هذا الظلام الدامس الى امسكته لكن بينما كنت امسكه شعرت بأصابع شخص اخر امسكته، حركة من تحتي يمين ويسار امسكوني يدين من جسمي وثبتوني بالمقعد الخلفي، وبدأت احدهم يقول بصوت مخيف: سنأخذك حيث اخذنا غيث.
في هذه اللحظة بدأت السيارة تمشي وانطفأ ضوؤها، لم اشعر بشيء سوى ان السيارة كانت تمشي لكنني لا أرى شيء ومقيدة تماما بالمقعد.
ظهر ضوء أمام السيارة بسرعة رهيبة وكأننا على وشك ان نقوم بحادث اصطدام، وبعدها لم اعد اشعر بشيء.
بدأت اسمع صوت غيث يول نسرين ساعديني، ساعديني ارجوك، وكنت كلما مشيت لاقترب من الصوت كان الطريق يصبح أطول، لكن لحظة اين أنا؟ يبدو أنني في حفرة كبيرة وعميقة جدا، لكنها كبيرة بالعرض أيضا لدرجة أنها مدينة، وبسبب توغلي الشديد فيها لم اعد أستطيع العثور على مخرج، فتحت عيناي وقد كنت أحلم.
عند باب السيارة كان هناك ضوء موجه نحو وجهي وأحدهم يسألني أأنت بخير؟ رفعت رأسي من على عجلة القيادة وقدمي كانت على المكابح، لكنني اذكر أنني كنت اجلس في الخلف كيف وصلت الى هنا؟
نظرت الى الشخص الذي كان يكلمني وكان يخبرني أن كل شيء على ما يرام وكنه كان خائفا.
نظرت للأمام فرأيت شاحنة كبيرة وقال الرجل الحمد لله على سلامتك لو تأخرت قليلا في الدعس على المكابح لأصبحنا جثثا؟، لكن هل أنت بخير؟ بدأ ينظر للدماء التي تنزف من رأسي، وضعت يدي على رأسي وكانت الدماء تسيل بغزارة، أخبرني بخوف المشافي هنا بعيدة قيلا، اركبي معي في الشاحنة وسأقللك الى أقرب مستشفى.
نزلت من السيارة وأنا اشعر بتوعك شديد ودوار وركبت معه، كان ضوء الفجر عل وشك البزوغ ووصلنا الى المشفى وكان بقربه محطة وقود قديمة ودكان صغير وغرفة مكتوب عليها للآجار، ومصلى رجال ونساء، قال الرجل أنا سأذهب كي أصلي الفجر وانت اذهبي لقسم الطوارئ.
دخلت لقسم الطوارئ وكان المشفى هادئ جدا، لا يوجد سوى مصباح واحد يعمل عند المدخل بدأت أنادي ساعدوني، سمعت صوت أحدهم يبدو نعسا ادخلي نحن هنا.
دخلت وجلست على كرسي الانتظار وجاءت فتاة وسألتني كيف جرحت رأسك وبدأت تلف الشاش على رأسي وضمدت الجرح ودخل بعدها رجل بدأ ينظر لي وهو يرتدي كملابس الأطباء، اقترب مني وبدأت الفتاة تصف له حالتي، فقال: عندك دوار أختي؟ قلت: نعم لدي، قال: تحتاجين فحص شامل ربما لديك ارتجاج في الدماغ لا سمح الله، تأكدي أن تقومي بأشعة مقطعية للدماغ، قالت الفتاة: انها حامل.
هل تأذى الجنين، ابتسم وقال: هذا الجنين الذي تحملينه لا يؤثر به شيء دخل الطبيب الى غرفة أخرى واختفى عن نظري تماماً، خرجت من المشفى وانا أحاول أن افهم ما هذا الذي حصل.
وقفت عند الشاحنة وجاء السائق وقال: الشبكة ضعيفة هنا انني أحاول ان ابحث عن مستوصف او مشفى قريب من هنا لان هذا المشفى مغلق، قلت وانا في حالة استغراب: مغلق! كيف؟ نظر لي باستغراب وقال: اين ضمدت جرحك؟ التفت نحو المشفى وهنا كانت الصدمة، كانت كل أبواب المشفى مقفولة بالسلاسل الحديدة حتى غرفة الطوارئ ويبدو من منظر المشفى أنه مهجور منذ أكثر من خمسة وعشرون عاماً ويبدو أن المشفى محروق ولا يستطيع أحد الدخول اليه.
تعليقات
إرسال تعليق