نظر لي غيث وأنا اعود للخلف من الخوف ويداي على فمي وانا ابكي بحرقة وفجأة وقع غيث على الأرض.
قال صالح خذوه معكم واقفلوا عليه في القبو.
وبالفعل فعلو ذلك، وصالح اقفل الباب ووضع المفتاح في جيبه.
كنت جالسة على الاض وقد ضممت قدماي الى صدري وانا منهارة تماما واعاني من الرجفة والبكاء الشديد وقد كان ينظر لي وبدأ يقترب مني، ونزل الى حيث كنت اجلس وقام بمد يده يريد وضعها على وجهي.
امسكت يده بسرعة وقمت بعضها بأقوى ما عندي لدرجة اني تذوقت طعم دمائه ي فمي، سحب يده بقوة وبدأ ينظر للدم ويضحك، ذهب باتجاه المغسلة وبدأ يغسل يديه في تلك المغسلة القذرة التي بجانبه وقال: اريدك أن تي قدراتي وما الذي استطيع فعله.
رفع أصابع يديه امامي وبدأ بكسرهم بقوة، لقد كان الصوت الصادر منهم مرعبا جدا، بعد قليل وضع يديه وراء ظهره وخلال ثواني اراني اياهما مرة أخرى وقد كانت الصدمة، أن أصابعه عادت كما كانت وكأنه لم يفعل بها أي شيء، حتى ان الدماء والجرح الناتج جراء عضتي كانت قد اختفت.
وقال: حتى لو قمتي بحرقي في النار لن يحصل لي أي شيء لأنني اتواصل معهم ومن يتواصل معهم لا يصيبه الأذى.
وفي هذه الاثناء بدأت افهم من هذا الشخص بجانبي.
اقترب مني وحملني من الأرض ووضعني على السرير وجلس بجانبي، كنت اشعر انني مستعدة للموت في لحظة، شعور انك لا تريد الاستسلام لكنك مجبر على ذلك، بدأ يقترب مني وفجأة كان هناك ضربات قوية على الباب والذي خلف الباب كان غيث، كان يصرخ ويقول: اقسم سأقوم بحرقك وسأحرق المنزل إن لم تفتح الباب الان، ضحك صالح وقال: هيا جرب أحرق المنزل.
لم يجب غيث وبعد ثواني بدأت اشتم رائحة حريق في المكان، وبدأت و بدأت أرى النار تشتعل عند الباب، وقال غيث الان حرقت الباب وبعد قليل سأحرق كل شيء.
ضحك صالح وبدا يقول انظري الباب كيف يحترق، خلا لحظة واحدة سيعود كالسابق، في هذه اللحظة اغمضت عيناي وانا متيقنة أن الحرة لا يغلبهم إلا القرآن، وبدأت أقرأ قوله تعالى << ولا يفلح الساحر حيث أتى >> بدأ أرددها وأنا مغمضة عيناي الى أن سمعت صوت تحطيم الباب فتحت عيناي وقد كان صالح واقفا بجانبي.
كانت الكتب والكاسات التي على الطاولة كلها على الأرض، فنهض صالح غاضبا وقام بقلب الطاولة على الأرض وقال لن تهزميني.
لكنني لم اتوقف عن تكرير الآية، في هذه اللحظة قام بمسك بطنه وبدأ يضغط عليها وهو يألم بصوت عال كأن هناك شيء سيخرج من جوفه، وأدخل يده في جيبه ورمى المفتاح وقد كان وجهه ازرقا غامقا منتفخا من الاختناق الذي يعاني منه وقال: عليك لعنة القبيلة كلها، لعنة تحملي فيها طفلهم وتصاحبي فيها كبيرهم.
شعرت بعدها أن حرارتي ارتفعت وأصبح لساني ثقيلا حتى الآية لم اعد أستطيع تكرارها بشكل جيد، اخذت المفتاح وفتحت الباب، كان كل شيء يحترق في المنزل الا طريق الخروج من المنزل كان بر الأمان بالنسبة لي، وبدأت اجري خارج المنزل الى أن تعبت وفقدت الوعي، فقدته تماما.
فتحت عيناي على ممرضة وهي تكلم شخصا اخر في الجهة الثانية من سريري، كانت تقول: انها تتعرق لكن حرارتها لا زالت ترتفع، التفتت لأرى من الذي تكلمه، كان غيث انتبه انني استيقظت وقال: نسرين هل تسمعيني الممرضة ذهبت.
قال غيث: الدجال صالح، اين ذهب يا نسرين اجيبي؟ بحثت عنه كي اقتله كما فعلت برجاله لكنه اختفى، لم أجبه ابدأ واغمضت عيناي وفجأة انطرق الباب ودخل شخص ما، قال غيث: هل نستطيع الذهاب حضرة الطبيب؟
قال الطبيب: طبعا تستطيعون الذهاب لكن عندها هبوط حاد وفقر دم وهذا لا يصلح للحامل.
ماذا؟ ما الذي يقوله الطبيب؟ لم استوعب الكلام الذي يقوله.
بدأ غيث يقول: كيف؟ حامل؟
قال الطبيب: اليس عندكم علم بذلك، هرمون الحمل في تحليل الدم مرتفع وعندما يكون بهذا المستوى هذا يعني انها في الشهر الثالث او الرابع من الحمل، لم نطق غيث بكلمة.
انا لا افهم شيء من الذي يحدث، ولا بأي كلمة يقولوها الطبيب.
كيف حدث هذا؟ انه امر مستحيل، لا بد أن التحليل خاطئ.
خرجنا من المشفى وانا كنت امشي خلف غيث لأنني في هكذا موقف ليس بيدي حيلة وجسمي ما زال يتعرق والحرارة في ارتفاع، ركبنا السيارة وبدأ غيث يقول وهو يقود السيارة: انسي الذي حصل اليوم يا نسرين وأنا سأنسى ما قاله الطبيب، قلت: نعم ؟ ما الذي تقوله؟ أنا سآخذ حقي منك، حتى لو وصل الموضوع للمحاكم، انت قمت ببيعي وبيع شرفي، ومن اجل ماذا؟ اللعنة عليك، لا سامحك الله لا في الدنيا ولا في الاخرة.
تعليقات
إرسال تعليق