كنت في المطبخ أنظف الصحون وامسح الأرض، يا الله لقد تعبت جدا من هذه المسؤولية الكبيرة التي حملتها على ظهري.
فجأة رن هاتفي إنه زوجي مروان، أهلا حبيبي.
كيف حالك وحال امي وابي؟، الحمد لله يا مروان كلنا بخير.
خالك وأمك كلهم بخير لكن والدك بصراحة أصبح غريبا إنه يرفض الطعام ولا أدري ما أفعل معه؟
حسنا حبيبتي، اين أخي غيث؟
في الواقع، غيث لم يأتي منذ مدة الى المنزل.
حسنا إذا عاد اخي اخبريه عن ابي ربما هناك شيء يؤلمه فيأخذه الى المشفى.
أغلقت المكالمة وأكملت تنظيف وفجأة سمعت صوت خلفي، التفتت وإذ به غيث، كان ينظر لي بطريقة غريبة، كان ينظر لي من اعلى الى أسفل.
وكان قد فتح فمه بطريقة غريبة وكأنه لم يكن يعي ما يفعل، بعد ذلك انتبه لي وسألني ما به والدي؟، فأخبرته بكل شيء، هز رأسه وقال: حسنا سأراه الان، احضري لي الطعام، قلت: حسنا.
وهو يخرج من المطبخ التفت لي مرة أخرى وقال: نسرين عندي موضوع مهم جدا احضري الغداء وتعالي لأخبرك به.
بصراحة شعرت بالفضول، ما هو الموضوع الذي يريد اخباري به؟
قبل أن أكمل القصة دعوني أعرفكم بنفسي، أنا نسرين عمري ثلاث وعشرون عاما متزوجة من أربع سنوات من ابن خالي مروان.
وزوجي كحال كثير من الناس مغترب كي يؤمن لقمة العيش وأنا أعيش مع بيت خالي وهم أهل زوجي في نفس الوقت، وابن خالي غيث.
أهل زوجي مريضان وأنا اساعدهم بكل شيء، وابن خالي غيث يعمل في معمل خياطة وينام في المعمل، ولا يأتي الينا سوى مرة واحدة في الأسبوع، وراتبه لا يكفي لشيء ابدا، ولا لمصاريف الزواج وهذا حال اغلب الناس في هذه الأيام، ولهذا السبب سافر زوجي.
أما اهلي فهم يسكنون في مكان بعيد جدا عن منزلي، يبعد حوالي ثماني ساعات وفي الاجار، ولهذا السبب من النادر أن اذهب لزيارة أهلي، منذ تزوجت لم أرى والدتي سوى ثلاث مرات.
قمت بتحضير غداء غيث واتيت اليه، وأنا اضع الصحون بجانبه أخبرني بصوت خافت نسرين من الضروري أن اوصلك غدا الى منزل اهلك.
نظرت اليه وأكمل حديثه وقال: أمك اتصلت بي وقالت إنها تريد أن تراك لأمر ضروري، قاطعته بخوف وقلت: امي؟ لماذا؟ هل تعاني من شيء؟ قال: لا لا لا يوجد شيء لكنها تريد أن تراك لأنها اشتاقت لك، ومن أجل ذلك حضري نفسك غدا وأمي وأبي انا سأهتم بهم لا تقلقي بشأنهم، بصراحة استغربت وشعرت أن هناك أمر غريب يجري في الموضوع، لكنني لم أكثر من الأسئلة.
ذهبت للاتصال ب امي لكن الشيء الغريب أن هاتفها مغلق، شعرت بالقلق والخوف بدأ يعتري قلبي، الساعة الرابعة صباحا ولم أستطع النوم حتى الان من القلق الذي انتابني، وفجأة بدأت اسمع صوت فتح باب غرفة غيث التي كانت تماما بجوار غرفتي، وكنت اسمع صوت غيث وهو يتحدث بتوتر، حسنا سأحضرها اليوم اليك أعدك لكن تحلى بالصبر قليلا.
مع من يتكلم غيث في هذا الوقت المتأخر؟ أمن المعقول أنه يتحدث مع أمي عني في هذا الوقت؟
جلبت هاتفي واتصلت بأمي بسرعة لكن مرة أخرى كان هاتفها مغلق.
بدأت اسمع صوت شيء غريب من الخارج، فتحت الباب وبدأت استرق النظر، كان غيث يسحب ثلاث حقائب وفتح واحدة وكان بداخلها تراب.
توترت كثيرا وأغلقت الباب وبدأت بتحضير حقيبتي وقلبي يخفق بشدة، أشعر ان هناك امرا غريبا يحصل، وفي نفس اليوم ونحن نتناول الإفطار قال خالي لغيث: احرص على سلامة زوجة أخيك ولا تقد بتهور.
غيث: لا تقلق ابي، انني حريص على سلامتها دائما، من وقت سفر اخي.
وبالفعل خرجنا أنا وغيث عصرا، وانا في السيارة أرسلت رسالة لوالدتي كتبت فيها كبف حالك لقد اتصلت كثيرا بك لكن هاتفك مغلق، وانا الان في الطريق اليك إن شاء الله سأصل في الصباح، وبسبب قلة نومي وقلقي في اليوم السابق نمت في السيارة.
استيقظت بعد عدة ساعات وأنا افتح عيناي كانت السيارة متوقفة والدنيا حولي ظلام دامس، تفقدت هاتفي وجدت رسالة من امي، فعلا يا حبيبتي انت قادة؟ ما هذه المفاجأة الجميلة لكن ما المناسبة؟ كيف تذكرتينا؟
في هذه اللحظة أغلقت هاتفي وبدأت انظر لغيث، يا ترى ما لذي يحصل وما الذي يريده غيث ويخطط له؟
كان غيث ينظر لمنزل صغير يشبه البقالة، كان بجانب السيارة ولا يوجد أي منزل اخر بجانب ذلك المنزل، حتى أنه لا يوجد سيارات، المكان خال تماما ومظلم تماما.
يا ربي اين انا ولماذا قام غيث بالكذب علي؟ ما الذي يديده مني؟
نزل غيث من السيارة بدون أن ينطق بكلمة واقترب للنافذة التي بجانبي وقال: نسرين أظن أن نهايتك ستكون الليلة.
امسكت هاتفي ويداي ترتجفان من الخوف وبدأت ابحث عن اسم زوجي واتصلت به، اجابني وقال اهلا نسرين، عندما سمعت صوته بدأت ابكي بحرقة وقلت مروان، لم أكن أستطيع التحدث بدأ يسألني ما الذي يحدث؟ ما بك؟
في هذه اللحظة فتح غيث الباب وسحب الهاف من يدي واغلق المكالمة، بدأت اصرخ بأعلى صوت: ما الذي تريده مني يا غيث؟ ما الذي فعلته لك؟ أعطني الهاتف، رمى الجوال بوجهي وقال: الذي سيحصل اليوم إذا علم به مروان هو أول شخص سيتخلى عنك، وفي هذه اللحظة بدأ الجوال يرن وقد كان مروان، نظر الي مروان وقال هيا أجيبي، بدأت ابكي بشدة وسألته الى اين تأخذني يا غيث؟ اين نحن؟ ما الذي يحدث؟
قال: اغلقي هاتفك وابقي خلفي واسمعي كلامي وسيكون كل شيء بيننا لا يعلم به أحد، ولا يوجد طرف ثالث في الموضوع.
مسكني من يدي وأنزلني وانا منهارة تماما، تمنيت الموت، وصلنا الى هذا المنزل الغريب وطرق غيث الباب، فتح لنا شخص، قال غيث: اين الحاج صالح؟ أشار له على غرفة فسحبني غيث وأدخلني معه الغرفة.
كان هناك رجل في الستين من عمره كان يجلس على كرسي وبجانبه طاولة صغيرة وتخت وقدم تخت مغسلة وسخة وأوراق وعظام واصنام حيوانات كانت كل الغرفة رسومات نجوم على الحائط، وكانت الرائحة مقرفة لأبعد الحدود.
قال غيث: ها هي لقد احضرتها لك وسأذهب الان لأجلب الحقائب التي معي في السيارة وذهب غيث للخارج وأنا فبي حالة صدمة وخوف مما جعلني أرجف بشدة وادعي الله أن يأخذني، بدأ صالح ينظر لي ويبتسم وأشار للسرير الذي بجانبه وقال تعالي لكنني لم أعره أي انتباه وبقيت واقفة في مكاني وأنا لا أكاد أستطيع الوقوف.
دخل غيث ومعه الحقائب الثلاث، قام بفتحها وكانت مملوءة بالتراب وقال غيث: كما طلبت يا حاج جلبت لك ترابا من المقابر.
هز صالح برأسه، قال غيث: هذا سيعني أنك ستخلصني من اللعنة التي اعاني منها؟
هز صالح رأسه مرة أخرى وكانت نظراته كلها باتجاهي.
قال غيث: حسنا ماذا افعل الان؟
لم يجبه صالح، قال غيث: حسنا سأنتظرك في الخارج وعندما تنهي سآخذ الفتاة بدون أن يشعر أحد بغيابنا من الاهل.
بدأ صالح يضحك بصوت عالي وقال: الى اين تريد الذهاب؟
قال غيث: كيف؟ ما الذي تقصده؟ وفي هذه اللحظة دخل رجلان للغرفة وامسكا غيث من الخلف وب\أو بخنقه وهو يصرخ ويحول ابعادهم ولكن دون جدوى.
تعليقات
إرسال تعليق