القصة حدثت واقعيا في مدينة حمص السورية القصة اسفل الصورة
انا اسمي نوار من مدينة حمص، انتهيت للتو من السنة الأخيرة في المدرسة الثانوية، اسكن مع والدتي هيام، توفي والدي رحمه الله عندما كنت صغيرا لذا لا اذكر أي تفاصيل تجمعني به غير الصور وبعض الفيديوهات، قررنا انا واثنان من رفاقي وهما محمود ورامي أن نسجل في جامعة حماة ونستقر معا في سكن واحد، لكن كان من المفترض أن نسافر الى حماة ونجد منزل لنستقر فيه كل سنين الدراسة، أتى أصدقائي لزيارتي كي نقرر متى سيحين موعد السفر وكيف سنجد منزل وأين سنجلس في الفترة التي سنبحث فيها عن منزل، خلال السهرة اخبرتنا والدتي عن مبنى كانت تقطن فيه صديقتها منذ زمن قريب من مركز المدينة وممكن أن نعثر على منزل هناك، الان ارتحنا من التفكير في قصة المنزل وقررنا أن نسافر بعد يومين ونذهب إلى مالك المبنى ونسأل إذا كان لديه شقة للإجار.
بدأنا نجهز أنفسنا للسفر ولبداية جديدة، كنا في قمة السعادة أننا انتهينا من المرحلة الثانوية وسنبدأ مرحلة جديدة في الجامعة.
وأخيرا جاء اليوم الذي توجب علينا المغادرة فيه، كانت أمي قد حضرت الكثير من الأغراض والمؤونة، شعرت بالحزن أنني سأسافر واترك أمي وحدها في المنزل وشعرت بألمها وحزنها بسبب سفري ولكنها لم تظهر غير الفرح والسعادة، ابنها الان طالب في الجامعة، ودعتها وسافرت أنا والشباب وكان كل تفكيرنا في تأمين الشقة قبل أن نقوم بأي شيء عندما نصل، وصلنا لحماة وذهبنا للمنزل، سألنا عن مالك المبنى ووجدنا أن لديه مكتب تحت المبنى، دخلنا واخبرناه بقصتنا وأننا جديدون في المدينة وأنه أول شخص نسأله عنه منزل.
قال: اهلا وسهلا بكم لدي شقة مؤلفة من غرفتين وصالة مفروشة وتناسبكم كطلاب جامعة، صعدنا لنرى الشقة وكانت مناسبة جدا ل ثلاث اشخاص، اتفقنا معه على كل شيء وأخذنا المنزل فورا ووقعنا العقد، وصعدنا مرة أخرى ووضعنا كل اغراضنا وبدأنا نتفق على توزيع أماكن النوم والمسكن، أخيرا اتفقنا على أن يأخذ ر امي ومحمود الغرف وأنا في الصالة.
مرت أيام وشهور ونحن نعيش حياة الدراسة والجامعة وبدأ محمود يبحث عن عمل بعد الجامعة ليعيل عائلته فحالتهم المعيشية كانت بسيطة وكان قد قرر أن يبدأ في مساعدتهم.
بعد يومين سيكون أول يوم امتحانات، بدأنا بتعزيل المنزل وتحضير أنفسنا للدراسة، انتهينا من التعزيل وتناولنا طعام الغداء، أصبحت الساعة التاسعة مساء قبل يومين من موعد أول امتحان، جلسنا في الصالة وأعددنا المتة وبدأنا بالدراسة، هممنا لنبدأ بالدراسة وإذ بنا في نفس اللحظة بدأ نسمع صوت موسيقا عالية جدا من الشقة التي فوقنا تماما، كان الصوت مزعج جدا.
لم يتحمل محمود الصوت وصعد للشقة لكن الغريب في الموضوع أنه ما، وصل إلى باب الشقة حتى اختفت كل الأصوات والازعاج الذي كان يحدث منذ قليل، بدأ يطرق الباب ولكن لم يفتح أحد، خرج الجار القاطن بجانب الشقة فوق منزلنا وبدأ يقول لمحمود، ما بك يا بني لماذا تطرق الباب، قال: سمعنا أصوات مزعجة ولدينا امتحان بعد يومين، قال: يا بني لا بد أنك مخطئ لأن هذه الشقة لم يسكن بها أحد منذ سنين وهنا كانت المصيبة، لأننا متأكدين من الأصوات القوية التي صدرت من هذه الشقة.
المهم، عاد محمود وأخبرنا بالذي حصل معه، استغربنا في البداية من الذي حصل وأن الأصوات اختفت بمجرد أن صعد محمود وبدأنا نضحك على محمود ونخبره أنه على الأكيد أن الرجل كان يسخر منك فالأصوات كانت حقيقية، انتهينا من الدراسة تلك الليلة ونسينا الموضوع تماما، انتهى اليوم بعد أن درسنا قليلا وذهب كل من محمود ورامي الى غرفهم، وأنا وضعت رأسي للنوم في الصالة، استيقظنا اليوم التالي وقد نسينا القصة وقمنا بتحضير الفطور وتحضير أنفسنا لامتحان الغد.
انتهينا من الفطور وتوجهت للمطبخ كي أقوم بالتنظيف لأن اليوم كان دوري في التنظيف والشباب في الخارج يقومون بتحضير جو للدراسة وكان الوضع جيدا إلى أن انتهى اليوم وانتهت سهرة الدراسة، ودخل كل منا الى فراشه كي ننام ونستيقظ باكرا للامتحان، استيقظنا فجأة الساعة الواحدة بعد منتصف الليل على صوت ضجة من ذات الشقة وصوت تكسير زجاج وقد كان الصوت مزعج جدا، قررنا أن نذهب هذه المرة أنا ورامي لنرى ما الذي يحصل، حاول محمود ايقافنا ولا اعرف لماذا لكننا اصررنا أن نصعد لأن هذه المرة الثانية التي يتكرر بها الموضوع قبل أول امتحان، ف لم يحبذ محمود أن يدعنا نذهب لوحدنا وصعد معنا، عندما وصلنا الى باب الشقة اختفى كل شيء، اختفت كل الأصوات، استغربنا مما يحصل فاقتربت من الباب وحاولت أن استرق النظر من الأسفل لأرى إن كنت سأكتشف أي شيء!!!
رأيت ضوء احمر يلمع من الداخل لكنني لم أخبر الشباب بشيء، عدنا للشقة وحاولنا النوم لكن عقلي مستيقظ وأصبح عندي فضول أن اعرف ما هذا الضوء ولماذا قال الجار لمحمود أنه لا يوجد أحد في هذه الشقة، وما كل هذه الاصوات وما هذا الضوء داخل الشقة!!!
طبعا أنا لم ارد أن اخيف رامي ومحمود، لأن محمود خائف في الأساس، ذهبنا في الصباح للامتحان وكانت القصة تشغل تفكيرنا ولم نكتب جيدا في الامتحان، عدنا للمنزل، حل الليل وفضولي في ازدياد، انتظرت حتى نام الشباب وقررت الصعود للشقة وفتح الباب، حاولت أن أفتح الباب بدون صوت كي لا يشعر أحد بما أفعله، وفجأة انفتح الباب وبدأت أشعر بحرارة بجسمي فور انفتاح الباب، دخلت الشقة وكانت مظلمة تماما، أنرت الأضواء كانت غرفة الجلوس عادية ولا يوجد فيها أي شيء غريب او مثير للشك، بدأت أمشي بهدوء ودقات قلبي أصبحت سريعة لدرجة شعرت ظان قلبي سيتوقف من الخوف وأكملت للمطبخ، أنرت الضوء وتجمدت مكاني من الخوف، أيعقل هذا؟؟؟ يوجد زجاج على الأرض!! نعم الزجاج الذي سمعناه يتحطم ليلة البارحة، لكن أين سكان المنزل وكيف لا يوجد أحد؟؟ خرجت من المطبخ بسرعة أو في الواقع خرجت من الشقة ونزلت للمنزل والعرق يتصبب مني، حاولت أن أنام جاهدا لكن لم أستطع وكل تلك الأفكار عن الشقة تدور في عقلي، في اليوم التالي قررت أن أبقى في المنزل وألا اذهب للجامعة ولا أقدم الامتحان، انتظرت الشباب حتى ارتدو ثيابهم وخرجوا واخبرتهم بأنني سألحق بهم لكنني لم أذهب وبقيت في المنزل، كنت اريد النوم بشدة لأنني كنت في غاية التعب وعيناي مرهقتان، لكن؟؟؟؟؟
الباب يطرق طرقة خفيفة، من سيأتيني الان ونحن في الأساس لا أحد يأتي لزيارتنا؟ ذهبت لأفتح الباب وإذ بي أرى فتاة اية في الجمال سبحان الله، قالت: مرحبا أنا اسمي راما جارتكم في السكن فوق، سمعت أنك تدرس الطب البيطري اريد منك أن تساعدني في عدة أشياء، في الواقع لم أستطع أن اتردد واعتذر منها، جمال الفتاة لم يعطني فرصة أن أفكر في أي شيء، جلسنا وسألتها إن كانت ترغب في شرب القهوة، قالت: لم لا، صنعت القهوة وعدت ولكن ما هذا؟ اين الفتاة؟ الأن كانت هنا؟ امن المعقول الذي يحصل؟ بحثت عنها في كل المنزل لكن لم أجدها، ولم اسمع صوت الباب يغلق أو فتح ابدا، ما هذا الذي يحصل؟
بقيت جالسا لبرهة من الزمن أفكر لا اتحرك من الأمور التي تحصل معي ومع الشباب، إلى أن عادوا للمنزل وهم في حالة حيرة مني، لماذا لم أذهب للامتحان ولماذا لا أجيب على الهاتف وفي الواقع أنا لم اسمع صوته لكنني رأيت مكالمات كثيرة على الهاتف الى أن فرغت البطارية، جلس الشباب وأخبرتهم بالذي حصل معي منذ أن رأيت الضوء الأحمر إلى ان اختفت الفتاة، فبدأوا بالضحك وقالو: ربما حصل معها شيء وغادرت فجأة.
تجاوز الموضوع وهم قد نسو كل شيء اخبرتهم عنه حدث معي في المنزل كصوت الزجاج وكل هذه الأمور وهم مركزين مع قصة الفتاة وقاموا بالسخرية مني.
قررت أن أذهب الى مالك المبنى واسأل عن الفتاة، بالتأكيد يعلم من هي بما انها من المستأجرين، خرجت من الشقة وانا اشعر بالاشمئزاز ما هذه الرائحة النتنة، رائحة جيفة، من أين تأتي، قلت في نفسي لأذهب الان للمكتب قبل أن يغلق، وصلت ورأيت صاحب الشقة، سألته عن الفتاة، لكنه أجابني جواب صاعق، يا بني منذ عملية الانتحار التي حدثت في الشقة التي فوق شقتكم لم أعد أأجر فتيات ابدا، انتحار؟؟ وفتاة؟؟ فقدت صوابي ما هذا الذي يحصل، من هذه الفتاة؟ أيعقل أن تكون!! استغفر الله من هذه الأفكار
صعدت إلى الشقة مرة أخرى لكن من الغريب ان الرائحة النتنة اختفت، في الواقع لم أعد أستطيع التركيز بأي شيء وبدأت أخبر نفسي يجب ان أذهب الى الطبيب، بالتأكيد هذا كله من ضغط الدراسة وبدأت أقنع نفسي بهذا الامر، استلقيت ووضعت البطانية فوقي وقررت النوم بعر اليومين الذين مروا، كان أصدقائي اخذين الأمور بجدية ولكن بعد قصة الفتاة بدأوا بالسخرية مني.
اغمضت عيني ونمت، وأنا نائم جاءتني راما في الحلم، وقال تعال بسرعة لعندي عل الشقة تعال بسرعة، وكأن دلوا من الماء البارد انهمر على وجهي واستيقظت كالمجنون الساعة الثانية بعد منتصف الليل، امن المعقول؟ نمت حتى هذا الوقت؟ ولماذا لم ييقظوني الشباب؟؟ تذكرت راما في المنام قالت تعال لعندي بسرعة، فتحت باب الشقة وصعدت بدون تردد، وصلت الى باب الشقة كان مفتوح، كيف هذا؟ ومن قام بفتحه؟ دخلت واصبت بالذهول، كانت راما جالسة في الصالة تنتظرني......
يتبع
تعليقات
إرسال تعليق